حان الوقت ليعود كأس العالم الى امريكا الجنوبية ثانية، فالقارة احتضنت اولى المنافسات في 1930، وكذلك اربعا من العشر الاوائل، لكن الى حد 2010، لم تنل شرف تنظيم أي منها.
وكانت آخر مرة نظم كأس العالم فيها في امريكا اللاتينية في 1978 في الارجنتين، حيث تنافس عليها 16 فريقا. أما اليوم، فعدد الفرق المشاركة هو الضعف، مما يجعل كل بلدان القارة غير قادرة على احتضان التظاهرة، ما عدا عملاق امريكا اللاتينية، البرازيل.
لا شك في ان البرازيل تستطيع احتضان كأس العالم، لكن كيف ستجري المنافسات، وماذا سيكون تأثيرها على المجتمع البرازيلي؟
يقول وزير الرياضة اورلاندو سيلفا ان بلاده ستحتضن احسن دورة في تاريخ اللعبة، لكن كان الاجدر به ان يصمت، فهذا الخطاب الفارغ الذي يردده مسؤولو البرازيل بات معروفا، فلا مجال لان تفعل البرازيل ما فعلته المانيا العام الماضي، سواء فيما يخص النقل بين المدن او وسطها، ولا فيما يخص الملاعب الحديثة.
لكن ما بوسع البرازيل القيام به هو ان تجسر الهوة بين امكانياتها الحالية وما وفرته المانيا لضيوفها، وكأس العالم 2014 فرصة سانحة لتحقيق ذلك.
في 2003، كان الكل يرجح البرازيل لنيل شرف تنظيم كأس العالم 2014، لكن بعد مرور ثلاث سنوات ونصف، ما زال المسؤولون لم يختاروا حتى المدن التي ستستضيف المباريات.
وقد زارت لجنة من الاتحاد الدولي لكرة القدم البرازيل مؤخرا ونشرت تقريرا عن انطباعاتها، ولا يبدو انها تطلب الكثير. بل من المدهش انه يقول ان "البنية التحتية للنقل البرازيلي سواء الجوي منه او البري تفي بالغرض بسهولة."
قد يكون من الممكن حل المشاكل التي تواجه النقل الجوي في العالم بأسره قبل 2014، لكن سيكون من الصعب جدا اصلاح شبكات النقل المزدحمة في المدن البرازيلية، خاصة وانها اهملت لسنوات عديدة.
ولو ان لجنة الفيفا قضت ثلاث ساعات في وسائل النقل العمومي او مشيا على الاقدام وسط ريو ديجانيرو او ساو باولو لكانت نظرتها الى النقل البرازيلي اقل رضا.
قميص عملاق للمنتخب البرازيلي وكتب عليه: ماراكانا لنا وكأس العالم ايضا
ومما يثير القلق ايضا ان الفيفا لا تطلب الكثير في مجال الملاعب التي ستحتضن المباريات، خاصة وان رئيس الاتحاد البرازيلي لكرة القدم نفسه قال ان ملعبي ماراكانا في ريو دي جانيرو ومورومبي في ساو باولو لا يفيان بالغرض.
لكن هذين الملعبين مع ذلك اكبر ما يفخر به ملف البرازيل، حيث من المحتمل جدا ان يحتضنا مباراتي الافتتاح والنهاية.
ولن تبني البرازيل الا اربعة ملاعب جديدة (على وجه المقارنة، ستبنى البرتغال ستة لاحتضان كأس اوروبا اليورو 2004) لكنها ستطور الملاعب الموجودة، وهي عملية تكلف اكثر من البناء عادة.
ومما يثير الاستغراب ايضا ان لجنة التفتيش التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم قالت في تقريرها ان "معظم الملاعب التي سيتم تحديثها ستبقى على شكلها الحالي، وبالتالي سيكون هناك مجال شاسع بين الجمهور وجنبات الملعب في اغلب الحالات."
سيب بلاتير يعلن فوز البرازيل بشرف احتضان كاس العالم 2014
لكن عهد المجال الشاسع بين الملاعب والجمهور قد ولى منذ زمن، مما يعني ان ملاعب البرازيل 2014 قد تصبح غير صالحة لكأس العالم قبل بداية الاشغال.
كما ان التقرير لا يشير اطلاقا الى تزويد الملاعب بسقوف تغطيها، وهي اضافة مفيدة للغاية في الطقس البرازيلي الذي يتراوح بينالشمس المحرقة والامطار الطوفانية احيانا.
كما يقول رئيس لجنة الفيفا هوغو سالثيدو في مقدمة التقرير ان "الاستثمار المقترح في البنية التحتية للبلاد لن يكون مفيدا للسكان فحسب، بل سيترك في نفوس اللاعبين البرازيليين ومحبي كرة القدم أثرا خالدا يرمز الى روحهم الكروية وثقافتهم الرياضية."
لكن ان اعتمدنا على ما جاء في تقرير لجنة سالثيدو، فان البرازيل 2014 لن يكون كما يريد له البرازيليون والعالم.